فضيحة الموساد وآخرين‏!‏



مكرم محمد أحمد





لا أعتقد في جدية الازمة المثارة الآن بين اسرائيل وعدد من الدول الاوروبية‏,‏ أولاها بريطانيا‏,‏ بسبب تورط الموساد الاسرائيلي في استنساخ عدد من جوازات السفر الصحيحة لمواطنين بريطانيين وفرنسيين وايرلنديين واستخدامها لتغطية جريمة اغتيال محمود المبحوح‏,‏ التي تعاون علي ارتكابها‏11‏ من عملاء الموساد في مدينة دبي‏,‏ واظن انها لن تكون المرة الاخيرة التي يلجأ فيها الموساد

الاسرائيلي الي هذه الوسائل القذرة علي حساب أمن اشخاص يحملون جنسيات مختلفة تصادف وجودهم في اسرائيل‏,‏ لان اسرائيل التي تستهين بكل قواعد الشرعية فعلت ذلك عشرات المرات‏,‏ وفي محاولة اغتيال خالد مشعل التي تمت في عمان قبل عدة سنوات‏.‏ استخدم الموساد الاسرائيلي جوازات سفر كندية وتعهدت اسرائيل بعدم اللجوء الي ذلك مرة اخري‏,‏ لكن السؤال من الذي يستطيع ان يلزم اسرائيل باحترام الشرعية والقانون الدولي؟

غير ان عملية المبحوح مرغت بسمعة الموساد التراب‏,‏ وكشفت حجم استهانته بأصول المهنة وحقوق السيادة الذي ورطه في عمل غير مدروس سوف يلزمه ان يدفع ثمنا باهظا‏,‏ لان نتيجته المحتمة حرق‏11‏ كادرا من الموساد لم يعودوا يصلحون لاي مهمة يصعب ان يغادروا اسرائيل الي اي مكان بعد ان شاهدهم العالم بالصوت والصورة وهم يتابعون المبحوح في الفندق والشارع‏,‏ وتم تسجيل صورهم باعتبارهم مطلوبين في كل مطارات وموانيء العالم‏.‏

واذا كان الاسرائيليون يطالبون بإقالة رئيس الموساد الذي سوف يرحل في الغالب‏,‏ فان احدا من فتح او حماس لم يطلب فتح التحقيق في الاسباب التي مكنت الموساد الاسرائيلي من ان يعرف علي هذا النحو الدقيق خطط وحركة المبحوح‏,‏ كما تعرف الموساد من قبل علي خطط عماد مغنية احد قادة حزب الله المرموقين الذي تم اغتياله في احد شوارع العاصمة السورية قبل عامين‏.‏

وكما يتم متابعة عشرات القياديين الفلسطينيين من فتح وحماس يتم اغتيالهم بكل الوسائل في اللحظة المناسبة‏,‏ وكأن هناك من يتابع هؤلاء علي الهواء مباشرة‏,‏ ويبلغ الموساد اولا بأول‏,‏ بما يشير الي عملية اختراق واسعة لكل من التنظيمين‏..‏ ومع الاسف بدلا من ان يتعاون التنظيمان علي مواجهة الخطر الذي يلاحق كوادرهما‏,‏ يشن كل منهما حملة تخوين علي الآخر‏,‏ يتهمه بانه هو الذي ساعد الموساد علي ارتكاب جريمته دون ان يقدم اي منهما الدليل علي صحة اتهامه‏,‏ بما يؤكد عمق المأساة التي وصل اليها الشعب الفلسطيني‏...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.