رجال "الهيئة" ينتجون القوانين وفقاً لمزاجهم

الكاتب السعودي عبدالله بن بخيت


 رجال "الهيئة" ينتجون القوانين وفقاً لمزاجهم

طلب الكاتب السعودي عبدالله بن بخيت من رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز الحمين أن يحدد أطراً وأنظمة دقيقة لآلية عمل الجهاز المثير للجدل في السعودية، وقال بن بخيت في حديث مع قناة "العربية" إن رجال "الهيئة" يقومون بإنتاج القوانين وفقاً لمزاجهم.


ويأتي حديث بن بخيت تعليقاً على شكوى تقدم بها مواطن سعودي ضد دورية من فرق هيئة الأمر بالمعروف في المدينة المنورة يقول إنها قامت بالاعتداء عليه وحجزه في مطعم يقع على طريق الأمير سلطان التجاري، وقال إن عناصر الدورية استجوبته مع زوجته وأم زوجته بشكل غير حضاري إلى جانب الاعتداء بتهمة ارتداء بنطال، وتوعّد بمقاضاة الهيئة، فيما أكدت الشرطة أنها تلقت شكوى رسمية من ذلك المواطن.

وتعقيباً على ذلك قال الكاتب السعودي عبدالله بن بخيت لـ"العربية" إن المواطنين السعوديين تفاءلوا بتعيين الشيخ الحمين رئيساً للهيئة ليقوم بالواجب ويحقق توقعات خادم الحرمين بما يتناسب مع تطورات الأوضاع في المملكة والعالم. لكن الإجراءات التي قام بها رئيس الهيئة لا علاقة لها بما يحدث على الأرض، فما لاحظناه أن الهيئة ما زالت على ما هي عليه، ولكنهم استغلوا هدوء الإعلام ومحاولته إعطاء الشيخ الحمين فرصة حتى لا ينتقده.


واعتبر بن بخيت أن هدوء الإعلام عن انتقاد الهيئة في بداية تسلم الشيخ الحمين إدارتها بسبب أن ما كان يجري في بدايات تسلم الشيخ عبدالعزبز الحمين مسؤولياته هو من آثار الزمن السابق، وبالتالي لم يكن بالإمكان تحميله أي مسؤولية، ولكن بعد مُضي أكثر من عام مازالت الهيئة على حالها ولم يتغير شيء، وإنما استفادت فقط من محاولة الإعلام أن يهدئ وأن يعفيهم من الكثير من الأخطاء التي لا تسر ولاة الأمر.

ورفض بن بخيت أن تتم مؤاخذة الهيئة على بعض التصرفات الفردية كقيام أحد عناصرها بالزواج من 6 نساء، ولكن قال إن أفراد الهيئة ينبغي مؤاخذتهم ومحاسبتهم على التصرفات التي يقومون بها باسم الهيئة، مشيراً إلى أن ما فعله ذلك الرجل بتعدد الزوجات أكثر من المسموح به شرعاً هو جريمة يعاقب عليها القانون بغض النظر عن مرتكبها مهما كانت وظيفته الرسمية.

وأضاف أن الإعلام لا يركز على السلبيات بل ينتقد الأفعال الخاطئة، ولا أحد يمتدح الإيجابيات لأن الهيئة وُجدت لإنتاج الأعمال الإيجابية وخدمة المجتمع السعودي، فلو أخفق أي جهاز ومارس أعماله بطريقة خاطئة أو خارجة عن القانون فعند ذلك تتدخل الصحافة لأن ذلك هو ميدانها.

ولدى سؤاله عن أبرز ملاحظاته على جهاز الهيئة أجاب: "الملاحظات لا تعد ولا تحصى ولكن الأهم هو أن يقوم الشيخ عبدالعزيز الحمين بإعادة تركيب هذا الجهاز جذرياً، وتغيير المفاهيم السائدة فيه بحيث يعرف رجال الهيئة أنهم ليسوا طليقي اليد، وأن ليس لهم الحق في إنتاج قوانينهم الذاتية عند كل عمل يقومون به".

مضيفاً: يجب على رئيس الهيئة أن يحدد أطراً وأنظمة دقيقة وواضحة كي يتبعها عناصر الجهاز، تماماً كما هو حاصل مع رجال الشرطة وقوى الأمن وغيرها من الدوائر الحكومية. كل إنسان مسؤول ولكن وفق القوانين واللوائح إلا جهاز الهيئة فإن رجاله يقومون بإنتاج القوانين وفقاً لمزاجهم في تلك اللحظة ووفقاً لتعريفه للحادثة التي يقف عليها.

وذكرت "العربية" أنها حاولت عدة مرات الاتصال بفرع هيئة الأمر بالمعروف للمشاركة والتعقيب على حادثة المواطن السعودي لكن من دون جدوى.

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.