![]() | |
مؤسس «ويكي ليكس» جوليان أسانج يحمل عدداً من صحيفة «الغارديان» خلال مؤتمره الصحافي في لندن أمس (رويترز) | |
أحدثت وسائل الإعلام غير التقليدية، شرخا جديدا في شرعية احتلال أميركا وحلفائها لافغانستان، أمس، بعدما تسربت عشرات الآلاف من الوثائق العسكرية السرية، عبر موقع «ويكي ليكس» الالكتروني، لتوضح بالوقائع اليومية، ملامح عدة من فضائح الحرب الدائرة في افغانستان (تفاصيل ص 15). وفيما تفاوتت ردود الفعل الغربية على التسرب الأكبر في التاريخ العسكري الأميركي، أكدت كابول عدم مفاجأتها بفحوى الوثائق، متهمة الاحتلال بقتل 54 مدنيا في قصف صاروخي في هلمند الجنوبية.
وتم نشر حوالى 92 الف وثيقة تعود الى العام 2004 بعد نقلها الى صحف «نيويورك تايمز» و«الغارديان» والاسبوعية الالمانية «در شبيغل». ورأت «الغارديان» البريطانية، ان هذه المستندات تتضمن «وصفا مدمرا لحرب في طريقها الى الفشل».
وتستهدف المزاعم الاكثر حساسية باكستان، الحليفة الاستراتيجية لواشنطن، المتهمة
بالسماح لعناصر اجهزتها الاستخبارية بالتعامل مباشرة مع عناصر حركة طالبان. وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز»، فإن عملاء استخبارات باكستانيين وعناصر من طالبان كانوا يلتقون بصورة منتظمة اثناء «دورات تتعلق بتدريبات سرية على الاستراتيجية» تهدف الى تنظيم «شبكات من مجموعات متمردين يقاتلون الجنود الاميركيين في افغانستان، حتى انهم كانوا يعدون مؤامرات تهدف الى اغتيال قادة افغان».
وتتحدث هذه الوثائق، ومصدرها خصوصا سفارة الولايات المتحدة في كابول، عن نفوذ متنام لايران في افغانستان وعن دعم طهران للمتمردين الاسلاميين وفساد واسع النطاق يعوق مكافحة حركة التمرد. واشارت «نيويورك تايمز» الى ان هذه المستندات تبرز «بكثير من التفاصيل الاسباب التي جعلت من عناصر طالبان، بعدما انفقت الولايات المتحدة حوالى 300 مليار دولار في هذه الحرب، اكثر قوة من اي وقت منذ العام 2001»، تاريخ شن الحرب.
وتكشف الوثائق ايضا ان عناصر طالبان استخدموا على الارجح صاروخ ارض - جو يتم التحكم به بواسطة اشعة ما تحت الحمراء لضرب مروحية اميركية في افغانستان في العام 2007 ما اوقع سبعة قتلى.
وبعد نشر هذه الوثائق، دعا رئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الاميركي آيك سكيلتون الى عدم الاخذ في الاعتبار «تقارير بالية» حول درجة تعاون باكستان.
وبحسب مستشار الامن القومي للرئيس الاميركي باراك اوباما، الجنرال جيمس جونز، فإن نشر مثل هذه الوثائق يمكن ان «يعرض للخطر حياة اميركيين وحلفائنا ويهدد الامن القومي» للولايات المتحدة. لكن مؤسس موقع «ويكي ليكس» المتخصص في الاستخبارات جوليان اسانج، برر قراره كشف الوثائق بتأكيده ان «الصحافي الجيد مثير للجدل بالفطرة». أما المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، دايف لابان فأكد أن «تفحص الوثائق وتقييم الضرر الناتج عنها للقوات، سيتطلبان أياما بل أسابيع»، فيما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية انها «تدقق في سجلاتها في محاولة للتحقق من صحة المزاعم المسرّبة»، لكن وزير الخارجية وليام هيغ قال إن الكشف عن الوثائق «لا يعني شيئاً بالنسبة للقوات البريطانية».
وطلبت المانيا دراسة المعلومات حول الدعم المفترض الذي تقدمه ايران وباكستان الى طالبان كما جاء في الوثائق السرية الاميركية. وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله على هامش اجتماع في بروكسل مع نظرائه في الاتحاد الاوروبي «علينا ان ندرس المعلومات الجديدة الواردة»، فيما دعا المسؤول الالماني عن العمليات في اطار قوات الاحتلال في افغانستان الجنرال ايغوس رامز الى التعاطي بمزيد من الحذر مع الوثائق المسربة.
أما أفغانيا، فقال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية وحيد عمر»لقد صدمنا للكم الهائل من الوثائق لكن مضمونها لم يشكل مفاجأة بالنسبة الينا». واوضح ان «رد فعل الرئيس (حميد) قرضاي كان القول ان ذلك ليس جديدا علينا»، مضيفا «نأمل ان يتخذ (الباكستانيون) تدابير ملموسة لاقناع الجميع بانهم ما عادوا يساندونهم (طالبان)».
لكن قرضاي، اتهم في المقابل قوات الاحتلال بقتل 52 «مدنيا بريئا» في قصف قرية بولاية هلمند الجنوبية، فيما وصفت قيادة قوات الاحتلال هذه الاتهامات بأنه «لا أساس لها» من الصحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.