«الملك المتبرم» لمؤلفيه الكاتب السويدي توماس سيوبيرغ وزميلته الكاتبة تويا ماير، والذي باع جميع نسخ الطبعة الأولى من الكتاب والبالغ عددها عشرين ألف نسخة في اليوم الأول لصدوره.
فالبريطانيون وغيرهم من الأوروبيين ليسوا غرباء عن الفضائح التي تتعلق بأفراد العائلات المالكة أو الرؤساء ورؤساء الوزراء والوزراء وغيرهم من كبار المسؤولين والشخصيات المرموقة في بلدانهم. بل مثل هذه الفضائح أصبحت أمراً عادياً في أوروبا والبلدان الغربية عامة، أما عن فضائح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، ومن قبلهم الرئيس الأميركي بيل كلينتون، فحدّث ولا حرج. لكن المسألة بالنسبة للسويد مختلفة كلياً.
فالبريطانيون وغيرهم من الأوروبيين ليسوا غرباء عن الفضائح التي تتعلق بأفراد العائلات المالكة أو الرؤساء ورؤساء الوزراء والوزراء وغيرهم من كبار المسؤولين والشخصيات المرموقة في بلدانهم. بل مثل هذه الفضائح أصبحت أمراً عادياً في أوروبا والبلدان الغربية عامة، أما عن فضائح رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني أو الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ووزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، ومن قبلهم الرئيس الأميركي بيل كلينتون، فحدّث ولا حرج. لكن المسألة بالنسبة للسويد مختلفة كلياً.
فالسويد معروفة منذ سنين طويلة بأن مجتمعها يحترم الخصوصية الفردية إلى أقصى حد، ونادراً ما يتدخل الإعلام في الحياة الشخصية لأفراد العائلة المالكة والمسؤولين الحكوميين، على اعتبار أن القصص الشخصية شأن خاص ولا علاقة للآخرين به. وربما هذا هو السبب في أن ظهور الكتاب الجديد جاء كانفجار هائل ومدوي بالنسبة للسويديين. أما الآخرون خارج السويد فوجدوا في الكتاب فرصة نادرة للإطلال على التفاصيل الشخصية للعائلة المالكة السويدية، أسوة بغيرها من الأسر المالكة والزعماء الآخرين في أوروبا والعالم، والتي كان احترام الخصوصيات الفردية السويدي سبباً في حجب هذه التفاصيل عنهم حتى الآن.
وتنبع أهمية الكتاب أيضاً من أن الملك كارل غوستاف لم ينف ما ورد في الكتاب، بل قال في بيان نشرته وسائل الإعلام السويدية بالحرف الواحد «تحدثت مع عائلتي ومع الملكة في الموضوع ورأينا أنه يجب أن نقلب الصفحة والتطلع إلى الأمام لأنه، حسب فهمي الخاص، هذه أمور حدثت منذ زمن طويل».
فالكتاب الجديد رسم صورة لافتة للنظر فعلاً عن الملك كارل غوستاف السادس عشر كشخص مولع بالنساء وروى تفاصيل عديدة عن حفلات الجنس الجماعي التي يقيمها حتى أنه لا يتورع عن التردد على النوادي الليلية التي تقدم وصلات فنية لفتيات يرقصن وهن عاريات. فمثل هذه التفاصيل تجذب اهتمام الناس في شكل واسع عادة إذا كان صاحبها رجلاً عادياً، فكم بالحري إذا كان بطلها ملكاً لدولة تحتل مكانة مرموقة في المجتمع الدولي.
ونقلت وسائل الإعلام عن سيوبيرغ، أحد المؤلفين، أنه فوجئ بردود الفعل التي أحدثها الكتاب وشبهها بـ«حرب عالمية ثالثة». لكن رغم الجوانب الشخصية الرئيسية في الكتاب، كان هناك جانب سياسي شديد الأهمية له ويضع علامات سؤال كبيرة حوال صدقية نظام الحكم الديموقراطي في السويد البلد الذي يعظ العالم في شأن الحفاظ على حرية الفرد وحقوق الإنسان ويوزع الجوائز (جائزة نوبل) على المتميزين فيها في جميع أنحاء العالم. إذ إن الكتاب يتهم الشرطة السرية السويدية بأنها تسعى للحفاظ على سرية السلوك الشخصي للملك كارل غوستاف. بل انها تدخلت مرات عديدة لدى زيارة الملك للنوادي الليلية لمصادرة صور ومواد من شأنها أن تشي بنشاط الملك داخل تلك النوادي.
والأنكى من ذلك أن مؤلفيّ الكتاب تعرضا لضغوط شديدة بسبب مشروعهما ومن جملتها تم فصل تويا ماير من عملها في هيئة الإذاعة السويدية أثناء العمل على تأليف الكتاب. وهو تصرف غريب بالنسبة لبلد يعتز بالديموقراطية. ولتبرير سبب الفصل قالت إدارة الإذاعة ان تويا فصلت بعدما اتضح أنها كانت تعمل من دون علم الإدارة على مشروع خارج إطار العمل، أي المقصود كتاب «الملك المتبرم». غير أن غاسبر بينجستون، رئيس الفرع السويدي لمؤسسة «مراسلون بلا حدود»، قال ان «ما فعلته الإذاعة كان ممارسة مقيتة، وهو وسيلة لإسكات فرد ما كان يبحث بعين ناقدة في شؤون العائلة المالكة». ودعا إلى إتاحة الفرصة أمام وسائل الإعلام للنظر في تفاصيل حياة أفراد العائلة المالكة السويدية تماماً مثل أي إنسان آخر.
ومن ضمن التفاصيل التي أوردها الكتاب عن الملك كارل (64 عاماً) علاقة الحب التي تجمعه بالمغنية السويدية المعروفة وعارضة الأزياء كاميلا هنمارك، وأن الملكة سيلفيا زوجة كارل منذ 34 سنة تعرف تفاصيل قصة الحب هذه التي شغلت بال زوجها «كطفل صغير»، وفقاً للكتاب، الذي ذكر أيضاً أن الملك عزم في مرحلة معينة على الهرب مع كاميلا والعيش في جزيرة منعزلة بعيداً عن العيون.
كما أورد الكتاب قصصاً عن حضور الملك لحفلات جنس نظمها ودعا إليها ميلي ماكوفيك، وهو شخص تحوم حوله شبهات عديدة في السويد بأن له صلات بعالم الجريمة المنظمة (المافيا). وأورد الكتاب أسماء لعدد من النساء اللواتي شاركن في حفلات الجنس التي حضرها الملك. وروى أن أصحاب النوادي الليلية التي كان الملك يتردد عليها كانوا يُحضرون فتيات من الريف خصيصاً للترفيه عن الملك، وفي حالات عديدة عندما تعذر الأمر، كانوا يستعيضون عنهن بنساء ساقطات من مواخير ستوكهولم.
وتسابقت الصحف السويدية لإجراء مقابلات خلال الأيام القليلة الماضية مع الأشخاص الذين لهم علاقة بالقصص الواردة في الكتاب، خصوصا ماركوفيك الذي فاجأ الجميع بالحديث عن امتلاكه لأفلام فيديو يظهر فيها الملك في لقطات مثيرة أثناء حفلات الجنس التي حضرها، وعبّر عن أسفه لأن الملك أخل بوعود كان قد قطعها على نفسه للفتيات اللواتي وافقن على ممارسة الجنس معه، بمساعدتهن في ترتيب شؤون حياتهن ومعيشتهن، لكنه أخل بوعوده ونسيهن بعد أن نال منهن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.