فضائح بالجملة انهيار ثلاثة اعمدة للحكم الديكتاتوري في ستة اشهر



فضائح بالجملة انهيار ثلاثة اعمدة للحكم الديكتاتوري في ستة اشهر
فضائح بالجملة انهيار ثلاثة اعمدة للحكم الديكتاتوري في ستة اشهر
بقدر ما فرح الشارع العربي بانهيار ثلاثة أعمدة للحكم الدكتاتوري في ظرف 6 أشهر، بقدر ما شعر المواطنون في هذه الرقعة من العالم بالإهانة، بعد خروج فضائح حكامهم إلى شاشات التلفزة وصفحات الأنترنت وواجهات الصحف العالمية والعربية.
بنعلي يخزن أموالا طائلة بالدولار والأورو في غرفة نومه وكأنه تاجر عملة يشتغل في السوق السوداء وليس رئيس دولة، أما زوجته القادمة من مواخير العاصمة إلى قصر الرئاسة، فإنها قدمت صورة مفزعة عن السيدة الأولى في العالم 


العربي، التي حولت غرفة نومها إلى غرفة عمليات لإعلان الحرب على القانون، حتى وصلت إلى درجة أن تقتطع لنفسها إمارة وسط الدولة يتحول التراب فيها إلى ذهب.
أما حسني مبارك، أكبر رئيس دولة عربية، فإنه دخل التاريخ من أسوأ أبوابه مرة عندما حول السلطة إلى بورصة للفساد ترتفع فيها أسهم الأغنياء المحيطين به، ومرة أخرى عندما فوض شؤون البلاد إلى ابنه جمال استعدادا لتوريثه الحكم، وحتى عندما امتلك جرأة العسكري ورفض الهروب في جنح الظلام إلى جدة، كما فعل زميله بنعلي، فإنه لم يمتلك الشجاعة للمثول أمام المحكمة واقفا على رجليه في قفص الاتهام.. جاء نائما على سرير يستجدي العطف، بعد أن أضاع 31 سنة من عمر حكمه ولم يحسب لليوم الذي يخرج فيه من السلطة رافعا رأسه.
أما عميد الحكام العرب ملك ملوك إفريقيا، الذي لا يتحرك إلا والراهبات الثوريات يحطن به، فإنه حطم كل الأرقام القياسية في عدد الفضائح، وكانت آخرها وصف شعبه بالجرذان، وتأجير مرتزقة لقتل الليبيين الذين صبروا على جنونه وهلوسته لمدة 42 سنة. العقيد غضب من الشعب وتوعد بإحراق ليبيا بمن فيها، وكذلك فعل، لأن البلاد لم تعد صالحة كمزرعة له ولأبنائه الذين كان الواحد منهم يصرف ملياري سنتيم على نزواته في كل شهر. أما الدكتور سيف الإسلام، فإن الوثائق التي تسربت من أرشيفه تقول إنه حصل على شهادة الدكتوراه بجامعة لندن للاقتصاد بوساطة «المنافق» بلير الذي توسط له لدى إدارة الجامعة لتمنحه شهادة لا يستحقها لأن ذلك يخدم المصلحة القومية لبريطانيا.
أصبحت حكايات حكامنا العرب مادة دسمة في صحف «البيبل» في أوربا وأمريكا وآسيا، وبرامج مثيرة في قنوات التلفزة ترفع نسب المشاهدة في الشرق والغرب لدى أمم لم تتخيل قط أن أنظمة بهذا الشكل مازالت تعيش بيننا في القرن الـ21... يا لها من مهانة.. مهانة شعب قبل أن تكون مهانة حكام. شعب سكت ليس فقط على الاستبداد، وخرق حقوق الإنسان، وتزوير الانتخابات، وانتهاك الدساتير، وقتل المعارضين، بل قبل أن تهان كرامته وأن تتحول البلاد، بمن فيها ومن عليها، إلى حديقة خلفية للأبناء والبنات والزوجات والعشيقات.
البقاء طويلا في السلطة يفسد البشر، أيا كانت طينتهم، وإن غياب المحاسبة أكبر وقود يغذي الاستبداد والطغيان، وإن غياب المعارضة والصحافة الحرة والبرلمان المنتخب... يجعل من الحاكم الفرد إلها، ويجعل من بطانة السوء حزب الرئيس المفضل، ويجعل من التصفيق الصناعة الوحيدة التي تزدهر. وفي الأخير يضطر الشعب إلى الانحناء خجلا في شارع الأمم... رجاء من الذين مازالوا في الحكم.. جنبونا الشعور المرير بالمهانة غدا عندما يخرج المستور.
توفيق بوعشرين

هناك تعليق واحد:

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.