
صور أحداث لقاء الوصل مع النصر التي انفردت بها عدسة الزميل المصور المبدع سالم خميس
القرار الذي خرجت به اللجنة التنظيمية لكرة القدم في مجلس التعاون الخليجي، فاق في وقعه حجم أحداث شغب مباراة زعبيل التي جمعت الوصل مع النصر السعودي في إياب نصف نهائي بطولة الأندية الخليجية.
لقد قررت اللجنة رفع ملف القضية الى الـ«فيفا»
متضمناً التقارير الفنية للحكم والمراقب، ومقروناً بكل وضوح وشفافية بوقائع الطرد المدونة في مذكرة قاضي المباراة المتعلقة بعضو الجهاز الطبي للفريق السعودي، مع الإشارة الى توقف اللعب لمدة لم تزد على خمس دقائق بين الشوطين الإضافيين، فضلاً عن استئناف اللعب بموافقة النصر، وبعد كل هذه التفصيلات التي درستها اللجنة قبل رجوعها الى اللائحة التنظيمية للمسابقة، فشلت في «نطق الحكم» بسبب عدم قدرتها على قول رأيها الفصل، وضعفها في توجيه اصابع الإدانة الى طرف بعينه.
القضية رفعت الى الـ«فيفا» جاهزة ومقشرة، وما على الاتحاد الدولي سوى قراءة التفاصيل واصدار القرار الذي خشي ان يعلنه الأمين العام للجنة التنظيمية احمد النعيمي.
وللأمانة ولقول الحقيقية من دون النظر الى أي اعتبارات، فإن المشكلة تم تكبيرها وتفعيلها من قبل النصر السعودي الذي لم يتقبل الخسارة بروح رياضية، والا لماذا وافق الفريق على اكمال المباراة بعد الشوط الإضافي الثاني؟ لقد عاش النصر على امل الفوز بالمباراة ثم طي صفحة هذه المشكلة، لكن خسارته فتحت الملفات والثغرات التي رافقت اللقاء وجعلت الفريق السعودي يبحث عن اقل امل لتجديد فرصته في التأهل، اي على قاعدة المثل الذي يقول «التاجر المفلس يفتش عن ديونه القديمة». هذا القرار سيكون تاريخياً، وسيكون اول مسمار في نعش البطولات الخليجية، كون اللجنة التنظيمية فشلت في فض النزاع، ثم أخرجت المشكلة من نطاقها الخليجي الى هيئة دولية لا تعترف بالبطولة أصلاً، فضلاً عن ان طرفي المشكلة لن ينفذا قرار الـ«فيفا» الصادر لعدم قدرته على إلزامهما، ما سيفتح المجال أمام امكانية انسحاب سعودي او موقف اماراتي من بطولات الخليج، وبالتالي توجيه ضربة قاسمة الى مسابقتها الأخرى.
ثم ان النقاط القانوية التي يتحدث عنها النصر لاستعادة حقه كله «زعبرات اعلامية» غير مكتوبة في تقرير حكم المباراة الذي دان فعل عضو الجهاز الطبي وتحدث عن سبب طرده، كما دوّن انتهاء المباراة بشكل طبيعي، وتأهل الوصل الى نهائي البطولة، ولا وجود للأحداث التي اثرت في سير المباراة او عطلت مسيرتها.
وهنا لا ننفي وقوع الشغب من قبل جمهور الوصل الذي نزل بالفعل الى ارض الملعب واعتدى على عضو الجهاز الطبي، ومثبت ذلك بالصوت والصورة وباعتراف إدارة نادي الوصل التي تعاملت مع الأمر بأخلاق عالية، فسارعت الى الاعتذار للنصر السعودي عما قامت به فئة من الجمهور واخذت على عاتقها معاقبة المذنب، وابدت استعدادها لتقبل العقوبة الموقعة عليها خليجياً، ثم أدت شرطة دبي دورها بكل أمانة وشرف بالقبض على المتهمين وإخضاعهم للتحقيقات. وبعد هذه المواقف النبيلة من ادارة الوصل التي تنم عن التعاون وفق الأصول الكروية والأخوية والبروتوكولية المتبعة، ماذا تريد ادارة النصر اكثر من ذلك؟ لماذا لم يبدِ نادي النصر اي بوادر حسن نية تجاه الإمبراطور؟ ولماذا يحاول تناسي فعلة عضو الجهاز الطبي امام جمهور الفهود، وهل سأل النصراويون انفسهم عن سبب هجوم الجمهور على هذا الطبيب دون غيره؟ لأنه منطقياً لو كان الأمر مجرد شغب لكانت الهجمة على كامل الفريق السعودي، لكننا شاهدنا تقصداً للطبيب الذي بالتأكيد استفز الجمهور، ونشير ايضا الى انه لم يسبق لجمهور الإمارات عامة او الوصل خاصة، ان اعتدى على احد، رغم الهزائم المتعددة للأندية والمنتخب في العامين الأخيرين.
وهل يود النصر اغلاق أذنيه عن سماع الحقيقة وبات همه اعادة المباراة؟ وهنا أوجه سؤالاً الى ادارة الفريق العالمي: ماذا سيكون موقفكم؟ وما نظرة جماهيركم اليكم اذا اعيدت المباراة وخسرتموها مجدداً؟عليكم ان تعترفوا بهزيمة الإياب امام الوصل الذي رفع لكم القبعات وتقبل الخسارة منكم في مباراة الذهاب التي جرت في الرياض، اما تهويل الموضوع وتصويره للشارع السعودي على انه مسألة حياة او موت، فتحتاج الى وقفة للدفاع عن حقوق النادي، وأعتقد ان هذا الكلام مبالَغ فيه، والمسألة لا تعدو ردة فعل على خسارة في مباراة مثيرة وماراثونية تابعها آلاف من المشجعين.واخيراً، أعتقد ان سرعة تدارك الأمر من اللجنة التنظيمية وعقد اجتماع ثانٍ للملمة الأمر واصدار الحكم العادل مها كان الأمر وفق اللوائح والأنظمة المكتوبة، التي لا تحتاج الى تأويل او افتاء اذا صدرت عن اشخاص محايدين وبعيدين عن الفريقين سيكون أساساً لحل المشكلة وإنقاذ بطولات الخليج من حافة الهاوية ومفترق الطرق الخطير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.